"
next
مطالعه کتاب احياء الشعائر
مشخصات کتاب


مورد علاقه:
0

دانلود کتاب


مشاهده صفحه کامل دانلود

إحياء الشعائر

هوية الكتاب

المرجع الديني الراحل

آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي

(أعلي الله درجاته)

الطبعة الأولي/ 1424ه / 2003م

تهميش

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5955 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

almojtaba@gawab.com

الطليعة

بسم الله الرحمن الرحيم

ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ

شَعائِرَ اللهِ

فَإِنَّها مِنْ تَقْوَي الْقُلُوبِ

صدق الله العلي العظيم

سورة الحج: الآية 32

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر مسألة إحياء السنن والشعائر التي فرضها الله سبحانه من الأمور التي ينبغي علي الأمة الاستجابة لنداء الحق والامتثال لأوامره فيها، وقد جاء لفظ (الإحياء) في القرآن المجيد ليدل علي معان مختلفة، منها ما يحمل علي الجانب المادي، وآخر ما يحمل علي الجانب المعنوي.

والإنسان ككيان له بعدان: الأول البعد المادي وهو الجسد، وهناك البعد الآخر المتمثل بالجانب المعنوي وهو الروح، ولكل من البعدين غذاؤه الخاص به ومجاله الذي يسعي له.

فالروح هي المحور الأساسي في حياة الإنسان؛ لأن الأول _ المادي _ مصيره الذبول والفناء، والروح هي التي لها قابلية السمو والخلود. وإذا نظرنا إلي الآية المباركة حيث قال تعالي: *مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلي بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً*(1).

فنري إشارة الآية الكريمة _ ظاهراً _ إلي البعد المادي، أي: حياة الإنسان المادية وإحياؤها وذلك بعدم تعريض الناس إلي الهلاك والقتل غير المشروع.

وهناك معني آخر وهو الذي يشير إلي الإحياء الروحي المعنوي، فالإنسان عندما يدخل في طريق الضلال ويتبع خطوات الشيطان فهو بالحقيقة ميت، ومن سبّب إضلاله هو الذي سبب موته المعنوي فيعتبر قاتلاً له بهذا المعني؛ فالذي يشرّع تشريعاً لم ينزل الله به من سلطان فقد أضل كل من يتبعه ولذلك ورد: «من أفتي الناس بغير علم ولا هدي لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه»(2) وفي الحقيقة هو قاتل معنوي لأتباعه؛ لأنهم سلكوا طريقاً غير الطريق الذي أراده الله سبحانه لهم. ولعل

1 تا 26