الإصلاح (بعض مقومات الإصلاح في المجتمع الإسلامي)

هوية الكتاب

تأليف اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)

الطبعة الأولي/ 1423ه_ / 2002م

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5951 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

الطليعة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْني وسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً

صدق الله العلي العظيم

سورة الكهف، الآية: 88

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

تدور جميع الأديان السماوية حول محور الدعوة إلي الله تعالي وتوحيده ومبدأ الإصلاح، فهي ترتكز علي قاعدة واحدة متينة وثابتة وهي (لا إله إلا الله) لا تبديل فيها ولا تغيير، وهذه القاعدة تعتبر عماد الحياة الإنسانية التي لا تقوم ولا ترتكز علي غيرها، وهي ضمان وحدة الوجهة والهدف والمصير، كما تعتبر الكفيل بتحرر البشر من العبودية للهوي والعبودية لأمثالهم من العبيد والاستعلاء علي الشهوات غير الشرعية كلها. فقول (لا إله إلا الله) تعني نبذ ورفض جميع الحاكميات ما خلا حاكمية الله الخالق لهذا الإنسان والعارف بما يصلح شأنه في الحياة الدنيا والآخرة.

ونحن عندما نقرأ قصص الأنبياء والرسل (صلوات الله عليهم أجمعين) مع قومهم من خلال الآيات القرآنية الكريمة كنوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسي وعيسي عليهم السلام نراهم يعرضون حقيقة واحدة لا تتبدل وهي الدعوة إلي توحيد الله تعالي وعبادته والإصلاح عن طريق رفض الباطل بجميع أشكاله، قال تعالي: *لقد أرسلنا نوحاً إلي قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم*(1)، وقال سبحانه: *وإلي عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون*(2) وقال جل جلاله: *وإلي ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم*(3).

فتري القوم يجادلون رسلهم في مسألة إفراد الله بالألوهية ويستنكرون أن تكون له وحدة الربوبية،