- اشارة
- مقدمة الکتاب
- المسألة الأولی: الکلام
- المسألة الثانیة : الاسم
- المسألة 3 :أقسام التنوین ، وأحکامه
- المسألة 4 :الفعل
- المسألة 5: الحرف
- المسألة 6 : الإعراب والبناء ، والمعرب والمبنی
- المسألة 7 : انواع البناء والإعراب
- المسألة 8: الأسماء الستة
- المسألة 9: المثنی
- المسألة 10: جمع المذکر السالم
- المسألة 11: الملحق بجمع المذکر السالم
- المسألة 12: جمع المؤنث السالم
- المسألة 13: إعراب ما لا ینصرف
- المسألة 14: الأفعال الخمسة
- المسألة 15: المضارع المعتل الآخر
- المسألة 16: الاسم المعرب المعتل الآخر
- المسألة 17: النکرة والمعرفة
- المسألة 18: الضمیر
- المسألة 19: الضمیر المفرد
- المسألة 20: حکم اتصال الضمیر بعامله
- المسألة 21: زیادة نون الوقایة
- المسألة 22: «ب» العلم
- المسألة 23: أقسام العلم
- المسألة 24: اسم الإشارة
- المسألة 25: کیفیة استعمال أسماء الإشارة ، وإعرابها
- المسألة 26: الموصول
- المسألة 27: صلة الموصول ، والرابط
- المسألة 28: حذف الرابط
- المسألة 29: الموصولات الحرفیة
- المسألة 30: المعرّف بأل
- المسألة 31: «أل» الزائدة
- المسألة 32: العلم بالغلبة
- المسألة 33: المبتدأ والخبر ، وما یتصل بهما تعریفهما
- المسألة 34: تطابق
- المسألة 35: أقسام الخبر
- المسألة 36: المبتدأ المعرفة ، والمبتدأ النکرة
- المسألة 37: تأخیر الخبر ، جوازا ووجوبا
- المسألة 38: یتقدم الخبر وجوبا فی مواضع
- المسألة 39: حذف المبتدأ والخبر
- المسألة 40: تعدد الخبر
- المسألة 41: مواضع اقتران الخبر بالفاء
- المسألة 42: نواسخ الابتداء
- المسألة 43: حکم الناسخ ومعمولیه من ناحیة التقدیم والتأخیر
- المسألة 44: «کان» وبعض أخواتها
- المسألة 45: حذف «کان» وحذف معمولیها
- المسألة 46: حذف «النون» من مضارع
- المسألة 47: نفی الأخبار
- المسألة 48: الحروف التی تشبه لیس فی المعنی والعمل
- المسألة 49: زیادة باء الجر فی خبر هذه الأحرف
- المسألة 50: أفعال المقاربة ، وأفعال الشروع ، وأفعال الرجاء
- المسألة 51: الحروف الناسخة
- المسألة 52: فتح همزة «إنّ» وکسرها
- المسألة 53: لام الابتداء
- المسألة 54: حکم المعطوف بعد خبر
- المسألة 55: تخفیف الحروف المشددة الناسخة
- المسألة 56: «لا»
- المسألة 57: اسم «لا» المتکررة مع العطف
- المسألة 58 : حکم نعت اسم «لا»
- المسألة 59 : دخول همزة الاستفهام علی «لا» النافیة للجنس
إنه النحو ؛ وسیله المستعرب ، وسلاح اللغوی ، وعماد البلاغیّ ، وأداه المشرّع والمجتهد ، والمدخل إلی العلوم العربیه والإسلامیه جمیعا.
فلیس عجیبا أن یصفه الأعلام السابقون بأنه : خ خ میزان العربیه ، والقانون الذی تحکم به فی کل صوره من صورها (1) وأن یفرغ له العباقره من أسلافنا ؛ یجمعون أصوله ، ویثبتون قواعده ، ویرفعون بنیانه شامخا ، رکینا ، فی إخلاص نادر ، وصبر لا ینفد. ولقد کان الزمان یجری علیهم بما یجری علی غیرهم ؛ من مرض ، وضعف ، وفقر ؛ فلا یقدر علی انتزاعهم مما هم فیه ، کما کان یقدر علی سواهم ، ولا ینجح فی إغرائهم بمباهج الحیاه کما کان ینجح فی إغراء ضعاف العزائم ، ومرضی النفوس ، من طلاب المغانم ، ورواد المطامع. ولقد یترقبهم أولیاؤهم وأهلوهم الساعات الطوال ، بل قد یترصدهم الموت ؛ فلا یقع علیهم إلا فی حلقه درس ، أو قاعه بحث ، أو جلسه تألیف ، أو میدان مناظره ، أو رحله مخطره فی طلب النحو. وهو حین یظفر بهم لا ینتزع علمهم معهم ؛ ولا یذهب بآثارهم بذهاب أرواحهم ؛ إذ کانوا یعدون لهذا الیوم عدته من قبل ؛ فیدونون بحوثهم ، ویسجلون قواعدهم ، ویختارون خلفاء من تلامیذهم ؛ یهیئونهم لهذا الأمر العظیم. ویشرفون علی تنشئتهم ، وتعهد مواهبهم ؛ إشراف الأستاذ البارع القدیر علی التلمیذ الوفیّ الأمین. حتی إذا جاء أجلهم ودّعوا الدنیا بنفس مطمئنه ، واثقه أن میدان الإنشاء والتعمیر النحوی لم یخل من فرسانه ، وأنهم خلّفوا وراءهم خلفا صالحا یسیر علی الدرب ، ویحتذی المثال. وربما کان أسعد حظّا وأوفر نجحا من سابقیه ، وأسرع إدراکا لما لم یدرکه الأوائل.
علی هذا النهج الرفیع تعاقبت طوائف النحاه ، وتوالت زمرهم فی میدانه ، وتلقی الرایه نابغ عن نابغ ، وألمعیّ فی إثر ألمعیّ ، وتسابقوا مخلصین دائبین. فرادی وزرافات ، فی إقامه صرحه ، وتشیید أرکانه ، فأقاموه سامق البناء ، وطید الدعامه ، مکین الأساس. حتی وصل إلی أهل العصور الحدیثه التی یسمونها : عصور النهضه ، راسخا ، قویّا ؛ من فرط ما اعتنی به الأسلاف ، ووجهوا إلیه من بالغ الرعایه ؛ فاستحقوا منا عظیم التقدیر ، وخالد الثناء. وحملوا کثیرا من علماء
ص: 2