- اشارة
- موضوع الرّوح موضوعٌ كثير الصّخب و الضّوضاء
- الفصل الأَوَّل التّناسخ و عودة الأرواح
- الفصل الثّاني الإرتباط بالأرواح
- الفصل الثّالث ردود على الإشكالات
إحضار الرّوح. و في تلك السّنة ظهر شخص يُدْعي «فوكس»، أعلن أنّه و أقرباءَه يتكلّمون مع أرواحِ الموتي
فوكس و زوجته و بناته الثّلاث، كانوا يجلسون خلف منضدةٍ مستديرةٍ، و يرفعون أيديهم فوق المنضدة المفتوحة، في هذه الأثناء يرتفع صوت من المنضدة، فيدّعون أن ذلك هو صوت الأرواح، تردّ علي أسئلتهم. و سُرعان ما ظهر أشخاصٌ في أكثر المدن و العوائل الاتصال بالارواح، ص: 7
الأميركيّة، و كانوا يدّعون أنّ أرواح الآخرة علي إرتباط بهم. يكتبون حروف الأَلفباء علي أوراقٍ صغيرةٍ، و يضعون عليها طَبَقاً صغيراً، و يجعلون أحد أصابعهم فوق الطّبق، و من خلال حركة الطّبق علي الحروف، يستلمون نِداء الأرواح. علي العموم فإنّ الأرواح ترغب بأن تُحاور الأحياء عِبر الرّابطين أو الوسائط ...
ضيوف الآخرة أكثرهم كان من أقارب و عوائل مُحضّري الأرواح، ولكن في أغلب الأحيان، كانوا يدّعون أنّ ضيوفهم، (نابليون) أو (الإسكندر الكبير)!، و لهذا فإنّ أكثر الناس، كانوا يَودّون التّكلم مع الشّخصيّات المعروفة!
طبعاً إنتقاد و تخطِئة أوامر الأرواح، كان يُعَدُّ أمراً مناقضاً للأدب و الذّوق!. و كلّما كان تفهيم المنضدة أو الطّبق بشكل مُناجاة، فإنّه يكون ذا معانٍ عميقةٍ! «1».
الاتصال بالارواح، ص: 8
من البديهي أنّه في مثل هكذا أوقات، يبلغ سوق المكَّارين و الدّجالين أوجَه، و بالأخص لأنّ هذا العمل لا يتطَلّب رأس مالٍ كبيرٍ، و لا يحتاج إلُّا إلي منضدةٍ دوّارةٍ، و وَرقةٍ و طبقٍ صغيرٍ، مع عدة أشخاص ممن يَدّعي ذلك!.
و لهذا فإنّ عدداً كبيراً من النّاس سلك هذا الطريق، في هذا المِضمار، و فعلوا ما فعلوا. و شيئاً فشيئاً تحوّل الأمر إلي عملٍ مُسلٍّ، يشبه قِراءة الكَفّ، و سل الجُنون. و إنتهي إلي السّخريّة و الإبتذال.
تطوّر عندهم هذا العمل،