بعض المنهزمين فلامهم النبي صلي الله عليه و آله علي هروبهم فقالوا له نفديك بابائنا و امهاتنا يا رسول الله سمعنا انك قتلت فرُعِبَتْ قلوبنا وولينا مدبرين فقرأ لهم النبي صلي الله عليه و آله ما نزل بشأنهم من القرآن فسمعوه بآذانهم وعلموه بقلوبهم، أقول فهلا اعتبر من ذلك من اعتبر وراجع نفسه وعاهد الله تعالي علي الا يعود الي مثل ذلك مستقبلاً خاصة وان الاية الكريمة تعتبر من اعلام النبوة لانها تقول: (أفإن مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم) اننا حينما نستقري الأحداث التي وقعت بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله نجد ان القوم إلا نفر يسيراً منهم انقلبوا علي ما عاهدوا عليه الله و رسوله في كثير من المواقف والمشاهد و ترتب علي ذلك هذا الانحراف الكبير في الخط الرسالي الذي عاناه المسلمون ولايزالون.

فلما ان انتهي ذلك المجلس جاءني بعض الاخوة الذين حضروا داعين لي بالتوفيق وسألوني لما ذكرت من حقائق ووقائع ثم قالوا جزاك الله خيراً عن اهل بيت نبيك إذ أننا نعيش هذه الايام وسط أجواء مغشوشة ودعايات محمومة وتيارات لم نسمع بها من قبل ناجمة عن الجهل والغفلة وعدم الاحاطة من ان الزهراء صلوات الله سلامه عليها إمرأة عادية كسائر النساء يجري عليها ما يجري علي النساء؟؟؟ ونسوا مع شديد الاسف ما جاء في حقها من قرآن ميزّها صلوات الله وسلامه عليها عن سائر النساء نسوا ما نطق به الصادق الامين الذي لا ينطق عن الهوي من فضائل و مناقب في حقها حتي غدت سيدة نساء العالمين يرضي الله تعالي لرضاها و يغضب لغضبها نسوا أنها من اهل هذا البيت الذي اراد الله تعالي له الطهارة