فاطمة الزهراء عليها السلام سر الوجود
اشارة
نويسنده : السيد عادل العلوي
ناشر : مركز الأبحاث العقائدية
المقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ حمده الحامدون ولا يعدّ نعمه العادّون ، والصلاة على من كان قاب قوسين أو أدنى من ربّه الأعلى ، وعلى من هو نفسه ، ومن هي روحه التي بين جنبيه ، وعلى سبطيه ، وخلفائه أئمة الإسلام بالحقّ ، وسلّم تسليماً كثيراً.
لله تعالى في كلّ آن يدٌ علينا ، ومن أياديه وآلائه أن وفّقنا لكتابة محاضرات قيّمة ألقاها سيّدنا الفقيه الاُستاذ السيّد عادل العلوي حفظه الله تعالى في بلاد الشام وفي جوار سيّدة الحرائر بعد اُمّها ، وعقيلة الطالبيين ، وشريكة الإمام الثائر ، وصاحبة النور الزاهر ، السيّدة زينب الكبرى عليها صلوات المصلّين وتحيّات العارفين ، وكان مضمون هذه المحاضرات يقطر حبّاً لفاطمة الشهيدة سلام الله عليها ما بقي الليل والنهار ، ويفوح عطراً بذكر اسمها الشريف حيث توفّق السيّد الاُستاذ دام توفيقه للحديث عن سيّدة نساء العالمين وبيّن فيه حجّيتها ومدى قربها من خالقها ، فقال عنها وأحسن القول بأ نّها سرّ الوجود وجامعة النورين والعلّة الغائية لعالم الإمكان ، وغاص في بحر معرفتها حتّى خشينا عليه الغرق بين أمواج بحرها المتلاطم ، إلاّ أ نّه أثبت للحاضرين أهليّته ، ودلّهم على أ نّه من أهل هذا الفنّ الذي عجز عنه كثير ممّن يدّعون العلم والمعرفة ، فكان عميقاً في معرفتها وعارفاً بشخصها بأعلى درجات المعرفة الجمالية ، فإلى محبّيها اُقدّم هذه الجواهر ، وإلى عاشقيها اُبيّن هذا الجمال الذي أظهره سيّدنا الاُستاذ ليزدادوا حبّاً وعشقاً ، فهنيئاً لنا بهذه الحديقة الغنّاء وأزهارها الشذيّة ، وأقول هنيئاً لا لقراءة هذه المحاضرات فحسب ، بل لما تؤول