الجانب العلمي و الفكري من شخصية الامام الصادق عليه السلام

اشارة

المؤلف: السيد حسن الامين

الناشر : السيد حسن الامين

طبع في سنة: 1412 ه

الجانب العلمي و الفكري من شخصية الامام الصادق عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم لكي ندرك الجانب الفكري و العلمي من شخصية الامام الصادق (ع) لابد لنا من أن نعود قليلا الي ما قبل عصر الصادق، الي عصر أبيه محمد الباقر أولا، ثم الي عصر جده زين العابدين بن علي بن الحسين (ع) ثانيا. اذ أن حياة الصادق العلمية و الفكرية هي امتداد لحياة أبيه وجده، في هذا الجانب. فعلي بن الحسين الذي لم تلق شخصيته من الدراسة ما يجب أن تلقاه، و الذي لا يزال دوره في انبعاث العلم الاسلامي في كل نواحي الانبعاث - لا يزال مجهولا. [ صفحه 178] ولو كان المجال الآن مجال الحديث عن علي بن الحسين، لأوضحنا الحقيقة كاملة فيما نقوله و لأثبتنا أنه هو أبوالحضارة الاسلامية التي تفجرت علما و فكرا و بحثا و درسا، و كان أساس ذلك كله مدرسته في المدينة، التي أخرجت من أخرجت من رجال العلم، ثم أخرجوا هم من أخرجوا. و بعد موته تولي أمرها ولده محمد الباقر حتي وصلت الي حفيده جعفر الصادق (ع). و السبب في أن دور الامام الصادق كان أشهر من دور أبيه و جده، هو أنهما كانا أكثر اضطرارا للابتعاد عن الظهور بسبب ضغط السلطات عليهما ضغطا أدي الي خفاء دورهما، و عدم انطلاقه انطلاقا واسعا في حين أن ظروف الامام الصادق كانت أكثر ملاءمة للبروز و الانطلاق. لأن حياته صادفت ضعف السلطات و انشغالها بنفسها، فالسلطة الأولي كانت ماشية الي الزوال، و السلطة الثانية كانت في بدء التأسيس، فأتاح له ذلك أن يعمل بعيدا عن رقابة السلطة و تضييقها فاتسعت مدرسته وكثر تلاميذه و تنوعت دروسه،