منهج الامام الصادق عليه السلام في مواجهة مشكلات العصر

اشارة

المؤلف: زهير كنج

الناشر زهير كنج

طبع في سنة: 1412 ه

منهج الامام الصادق في مواجهة مشكلات العصر

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام علي أشرف الخلق و أعز المرسلين سيدنا و حبيبنا محمد و علي آله الطاهرين. و بعد: انني اذ أشكر المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في دمشق علي دعوتها لهذا المؤتمر و رعايتها له. و اذ أعبر عن اغتباطي بتلك الثقة التي أولتني اياها عندما دعتني لأكون أحد المتكلمين في هذه المناسبة المباركة، فانني أتوجه، أول ما أتوجه الي صاحب المناسبة الامام الصادق (ع) أسأله أن يقبل عذري في تقصيري و عجزي عن الاحاطة باليسير اليسير مما أتصدي له، فأني لمثلي أن يدخل محراب مثله (ع) مستقرئا باحثا؟! هل أوتيت فطرة يوما أن تستشرف آفاق المحيط و أن تكتنه أسراره؟ لقد دخل الي هذا المحراب قبلي آلاف الداخلين و وقفوا في رحابه خاشعين متأملين متفحصين، و ما شعروا يوما أنهم شبعوا تأملا و تفحصا و استقراء و بحثا. بل احسوا دوما أن هذا المحراب يزيدهم حسنا كلما زادوه نظرا، و يزيدهم علما كلما زادوه اعتبارا و تبصرا و تدبيرا. فهل أعود، في موقفي هذا، الي ما استجلاه السابقون و اللاحقون و القدماء و المحدثون من محراب [ صفحه 328] الامام الصادق (ع) وما استخرجوه من كنوزه مما تفيض به مئات المصنفات؟ هل أتحدث عن الامام الصادق (ع) في حكمته و تجلياتها، أم أتكلم عن شريف نسبه و علو مكانته، أم أقرضه في علمه و تقاه و فضله أم أردد ما قاله خصومه و أعداؤه قبل أتباعه في كل هذه الصفات الساميات؟! و اذا فعلت أمامكم. ألا أكون كحامل الثمر الي هجر؟! ألا تقولون و أنتم تستمعون الي: هذه بضاعتنا