- اشارة
- الاهداء
- المقدمة
- الحكم بعد محمد
- قيام مؤسسة الخلافة و تطورها السياسي
- علي والخلافة
- الاحوال السياسية منذ اغتيال علي إلي كربلاء...
- معاوية و تحويل الخلافة الي ملك وراثي
- الاحوال السياسية داخل العراق
- خلافة يزيد و تحرك الحسين
- تضعضع الاحوال السياسية في نهاية عهد يزيد
- التوابون (الشعور بالدنب والتقصير)
- مؤتمر الزعماء الخمسة
- الاتصالات
- بدء التحرك و ظهور المختار
- التحرك
- التقدم نحو الشام
- معركة عين الوردة
- النتائج
- پاورقي
الثقفي، وانما انحصرت في ظل اطار التكفير عن الذنب واتخذت من الثأر للحسين شعاراً رئيسياً لها، وانعكس عليها سلوك زعمائها المثالي وشخصياتهم المرتفعة التي زهدت بالمناصب ورفضت المساومات، ونبذت كل موقف لا يتلاءم مع المبدأ العام للحركة، الذي لخصه سليمان بالعبارة الآتية: «انه لا يغسل عنهم ذلك الجرم الا قتل من قتله او القتل فيه» [1] .وانطلاقاً من هذا المفهوم نجد أن حركة التوابين كثورة سياسية لا تبتعد بذلك عن الخط المبدأي لحركة المعارضة الشيعية اثناء مراحلها النضالية المتلاحقة من أجل استلام الحكم. فالتخلي عن هذا المطلب - كان بنظرهم - تخلياً عن حق شرعي وخرقاً لعهد الهي. ونتيجة لذلك لم يكن طلب السلطة عندهم للتحكّم، وانما لتنفيذ مبدأ هو الاسلام. ولا ريب في أن وجود مثل هذه الافكار المثالية [ صفحه 9] كان سبباً لاخفاق الحركات الشيعية وعاملاً ساعد الامويين علي تصفيتها بسهولة.وفي هذا الكتاب عن ثورة التوابين وزعيمها سليمان بن صرد، رأينا انه من المفيد البحث في جذور المشكلة التي كانت دافعاً لكل تحرك شيعي ضد النظام الاموي، وهي مشكلة الحكم. ورغم أن ثورة التوابين لا تدخل ضمن هذا التحرك، ولكنها تتصل به بصورة غير مباشرة باعتبارها ردة فعل لثورة الحسين، باكورة التحرك الشيعي المنظم.ولكي نوفر لهذا البحث المعطيات اللازمة والاساسية لكل بحث موضوعي، عالجنا مشكلة الحكم في الاسلام بعد النبي وخلفياتها في مجتمع شمالي شبه الجزيرة العربية، وظهور منصب الخلافة ثم تطور مفهومه من الناحية السياسية البحتة الي الامامة. بعد ذلك تطرقنا بشيء من الاختصار الي ثورة الحسين قبل أن نتوسع في تفاصيل الحركة التوابية موضوع بحثنا.أما المنابع التي استقينا منها عناصر هذا البحث فكانت بصورة أولية مخطوطة الفتوح لابن الاعثم الكوفي