بأيّ واد سلك. [3] .و الخبر الخامس فيه، بسنده عنه (عليه السلام) ايضاً قال: اِن للقائم غيبة قبل أن يقوم. اِنّ الله عزّوجلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون. [4] .ثم عقد لهذا المعني باباً مستقلاً بعنوان: باب التمحيص والامتحان، ضمّنه ستة أخبار عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، آخرها عن منصور الصيقل قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوساً (نتحدّث عند الإمام الصادق (عليه السلام)) و هو يسمع كلامنا، فقال لنا: في أيّ شيء انتم؟ هيهات هيهات، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتي تُغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتي تمحّصوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتي تميَّزوا، لا والله لا يكون ما تمدّون اليه اعينكم إلاّ بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون اليه أعينكم حتي يشقي من يشقي ويُسعد مَنْ يُسعد.و اختصره في الخبر الثالث: عن منصور الصيقل نفسه قال: قال لي أبو عبدالله الصادق (عليه السلام): يا منصور، إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلاّ بعد إياس، و لا والله حتي تميّزوا، و لا والله حتي تُمحّصوا، و لا والله حتي يشقي مِنْ يشقي و يُسعد مِنْ يُسعد. [5] .و هذا هو الخبر المرتبط بالموضوع و ما عداه في مطلق التمحيص و الإمتحان، وقد مرّ أن الكليني لم يُعنون شيئاً من ذلك بعلّة الغيبة أو نحوه، وسيأتي من الشيخ الطوسي التنبيه إلي أن ذلك لا يمكن أن يكون علّة للغيبة.2 _ حكمة الخوف علي النفس:وأربعة من أخبار الباب هي: 5 و 9 و 18 و 29 كُلّها عن زُرارة عن الصادق (عليه السلام) لا أحسبها إلاّ خبراً واحداً