- اشارة
- 1 القرآن دعوة إلى الحياة
- 2 القرآن في القرآن
- 3 القرآن في منظار السنة
- 4 القرآن سلوك يومي
- 5 القرآن و علاج أمراضنا
- 6 للقرآن أهداف
- 7 القرآن له أبعاد
- 8 معالم المنهجية القرآنية
- 9 قرآننا و الدعوة
- 10 القرآن هو البديل
- 11 كيف نستوعب القرآن
- 12 كيف نقرأ القرآن
القرآن نهج و حضارة
اشارة
نام كتاب: القرآن نهج و حضارة
نويسنده: عبد الشهيد مهدى الستراوى
موضوع: معارف قرآنى
تاريخ وفات مؤلف: معاصر
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: مؤسسة الاعلمى
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1418 / 1997
نوبت چاپ: اوّل
1 القرآن دعوة إلى الحياة
اشارة
* المشروع الدائم للحياة* انطلاقتان* برمجة القلب
القرآن نهج و حضارة، ص: 11
المشروع الدائم للحياة
العنصر الأكثر إثارة و قوة في الوجود في هذا الكون هو الإنسان، يجب أن يوجد شاء أم أبى، و يجب عليه أن يحيا. أجل إنها الحياة، ذلك هو السر في بقائه على مر العصور و الأزمان، مهما طالت أيدي بعضنا بعضا، و مهما حاولت فئة أو طائفة أن تبيد الأخرى. إن الإنسان سوف يبقى إلى أن يأذن اللّه سبحانه له بأن يرحل من هذا الوجود.
الحياة إذا لفظة تعني الاستمرارية و البقاء و الحركة. و هي ضد الموت، لأنها مركز وجود الإنسان، الذي هو أحد الأحياء الموجودة و المتنوعة و المختلفة، و لكنه أعظمها، لهذا نراه يسعى دائما إلى الرقي، و إلى الكمال، و الذي يوصله إلى ذلك طموحه، و إيمانه الجبار بطاقاته و إمكانياته الكبيرة التي ما زالت و لا تزال تنمو و تكبر إلى أن خرق الأرض، و اخرج كنوزها، و جاب البحار و عرف أسرارها، و ارتفع إلى المجرات و الكواكب و وصل إلى أبعدها، و ذلك لم يتم لو لا فضله و رحمته علينا كما في قوله تعالى: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ. «1»
مع كل ذلك و لكي يحيا الإنسان حياة طيبة- تغمرها السعادة و يحدوها الأمل المشرق- لتحقيق طموحاته، فهو بحاجة إلى مشروع دائم، يتوافق مع هذه الحياة في كل مراحلها، باعتبارها لا تنتهي، فهي تمتد من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة. فليس الإنسان مجرد مادة أوجدت على هذه الكرة الأرضية و تنتهي بانتهائها بل خلقه اللّه عز و جل ليتجاوز مرحلة الدنيا إلى