و ثغره هاجر سبا من اليمن و فرق بنيه في الأقطار و أحد بنيه المذكور ذهب إلي الشام و توطن بها و لم يكن يومئذ بها عرب لأنها بلاد اليونانيين «1» و يسمي أيضا جبل الجليل و جبل الخيل.

و هو اسم لصقع واسع يتراوح عرضه بين ستة فراسخ و ثمانية أو أكثر و طوله نحو اثني عشر فرسخا، مشتمل علي عدة قري و مدن، و كله معمور ليس فيه خراب. و يحده غربا البحر المتوسط و شرقا الحولة و وادي التيم و البقاع و بعض جبل لبنان، و جنوبا فلسطين.

و إذا صح أن تشيع أهله من عهد أبي ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم- كما يدل عليه النقل المشهور المأخوذ يدا عن يد و وجود مساجد فيه تنسب إلي أبي ذر- فأهله أقدم الناس في التشيع لم يسبقهم اليه الا بعض أهل المدينة.

و مر في طرفه ناصر خسرو الرحالة الفارسي المعروف سنة 437 فقال عن صور: ان أكثر أهلها شيعة مع أنها كانت معروفة في القديم بالتسنن. و هو مشتمل علي قري و بلدان كثيرة تنبو عن الحصر كل أهلها شيعة امامية الا ما ندر، و من مدنه صيدا و صور، و من بلدانه تبنين و هونين و الصرفند و آبل و قدس و الشقيف و أرنون، و هذه كلها لها ذكر في الكتب و الآثار، و أكبر مدنه اليوم صيدا ثم صور، و أكبر قراه النباطية و بنت جبيل و الخيام، و كثرت فيه العلماء من القرن السادس إلي اليوم اما قبل ذلك فحالته العلمية مجهولة.

و في مجالس المؤمنين: جبل عامل ولاية من أعمال الشام معمور مشهور مشتمل علي