حياة الامام زين العابدين(ع)

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(سورة آل عمران الآية 33- 34)

إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

(سورة الأحزاب الآية 33)

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ

(سورة الشورى الآية 15

حياة الإمام زين العابدين(ع)، القرشي ،ج 1،ص:5

كلمة الناشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على محمّد سيّد المرسلين، و على آله الطاهرين،.

للإسلام قادة، منهم من عرف بقوة سيفه و منهم من عرف بعمق فكره.

و تنوّعت أدوارهم على حسب العصر الذي كان يمرّ فيه.

فحياة الإمام زين العابدين عليه السلام كانت حافلة بالدروس الأخلاقية و كان مثالا للتقى مما يستوجب دراسة وافية حول حياة هذا الامام العظيم.

و تتمّة للمهمة التي بدأها سماحة العلّامة الجليل الشيخ باقر نجل المقدّس الشيخ شريف القرشي حول دراسة حياة الأئمّة عليهم السلام و التي سبق أن صدر منها حياة الإمام الحسن و حياة الإمام الحسين و حياة الإمام محمد الباقر عليهم السلام. تفخر دار الأضواء أن تقدّم للقرّاء هذا السفر العظيم حول حياة الإمام زين العابدين في مجلدين تناول فيهم المؤلف حياة الامام بما حفلت و اشتملت عليه من أحداث.

نسأل اللّه التوفيق للمؤلف بإكمال هذه السلسلة و للدار المقدرة على إخراج هذه الجواهر لتصبح في متناول جميع الناس العامي و الخاص منهم و اللّه وليّ التوفيق دار الأضواء

بيروت 1/ 9/ 1988 م 20/ محرّم/ 1409 ه

حياة الإمام زين العابدين(ع)، القرشي ،ج 1،ص:6

الاهداء

إلى ضمير الأمة الإسلامية، و رائد كرامتها و وعيها

إلى أبي الأحرار و سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ارفع- بخضوع و إجلال-

إلى مقامه الرفيع هذه الدراسة عن حياة ولده الإمام زين العابدين عليه السلام الذي هو مل ء فم الدنيا في فضائله و علومه و تقواه راجيا التفضل علي بالقبول لأعده ذخرا يوم القى اللّه.

المؤلف

حياة الإمام زين العابدين(ع)، القرشي ،ج 1،ص:7

تقديم

- 1- و ليس في تأريخ هذا الشرق- الذي هو مهد النبوات- من يضارع الإمام زين العابدين عليه السلام في ورعه و تقواه، و شدة انابته إلى اللّه، اللهم إلا آباؤه الذين أضاءوا الحياة الفكرية بنور التوحيد، و واقع الإيمان.

لقد حكت سيرة هذا الإمام العظيم سيرة الأنبياء و المرسلين، و شابههم بجميع ذاتياتهم، و اتجاهاتهم، فهو كالمسيح عيسى بن مريم في زهده، و إنابته إلى اللّه و كالنبي أيوب في بلواه و صبره، و كالرسول محمد صلّى اللّه عليه و آله في صدق عزيمته و سمو أخلاقه ... و لا تحد نزعاته الخيرة و أرصدته الروحية، و حسبه أنه وحده في تأريخ هذه الدنيا، قد عرف بزين العابدين و لم يمنح لأحد هذا اللقب سواه.

- 2- و برز الإمام زين العابدين عليه السلام على مسرح الحياة الإسلامية كألمع سياسي إسلامي عرفه التأريخ، فقد استطاع بمهارة فائقة- و هو في قيد المرض و أسر الأمويين- أن ينشر أهداف الثورة العظمى التي فجرها أبوه الإمام الحسين القائد الملهم للمسيرة الإسلامية الظافرة، فأبرز قيمها الأصيلة بأسلوب مشرق كان في منتهى التقنين و الأصالة و الإبداع.

حياة الإمام زين العابدين(ع)، القرشي ،ج 1،ص:8

لقد قام هذا الإمام العظيم ببلورة الفكر العام، و إزاحة التخدير الاجتماعي الذي منيت به الأمة أيام الحكم الأموي الأسود