البهائيه في خدمه الاستعمار محبوب

  • البهائيه في خدمه الاستعمار
البهائية في خدمة الاستعمار
اشارة:
طبع في سنة: 1985م - 1405ه
مطبعة: سبهر
الكمية: 15000 نسخة
مقدمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم البهائية يمكن تلخيصها بما يلي: «هو و حمق في ذهن البعض، يستغله الاستعمار شر استغلال ليضرب به عقيدة المسلمة، و يتلاعب بتصوراتها الاصيلة، و عواطفها النبيلة، و بالتالي موئل تلجأ اليه كل العناصر العميلة متسترة تحت شعاره لتحقيق التجسس و التآمر و التمزيق». و نحن نعلم ان أمر البهائية واضح مفضوح لكل ذي عينين الا أن الاستعمار قد يخلق جوا يشكك فيه بالبديهيات. الأمر الذي يتطلب التوضيح فلا يبقي مجال لأي غموض، لذا صدر هذا الكراس و ربما يتبعه غيره ليحذر الشعوب من هذا المسرب الاستعماري اللئيم. منظمة الاعلام الاسلامي معاونية الرئاسة للعلاقات الدولية [ صفحه 11] البهائية في خدمة الاستعمار
لكي يتمكن الاستعمار من توسيع نفوذه، و الابقاء في وجوده، فانه يضطر لمكافحة حركات الشعوب المضطهدة بأساليب مختلفة، تبعا لاختلاف الحركات التحررية، و اختلاف الظروف الاجتماعية و الثقافية السائدة في كل مجتمع. و لكنها جميعا تشترك في صفة واحدة ألا و هي القضاة علي وحدة الشعوب، و ايجاد الفرقة في المجتمع، اذ ان وحدة المجتمع كانت و لاتزال أكبر مانع بوحه أطماعه. و علي هذا الأساس فانه يستخدم سياسة «فرق تسد» حيث لا يدخل مكانا الا و يحمل معه سلاح التفرقة هذا، و يسمعي دائما الي تحطيم الأواصر الاجتماعية و الحيلولة دون تضامن و و حدة الشعب، و ذلك لتهية الأرضية المناسبة لهجوم قواته. و لم ينحصر هجوم الاستعمار علي احتلال بقعة جغرافية معينة، أو السيطرة علي الثروات الاقتصادية فحسب، بل تعدي ذلك الي ضرب و سلب ثقافة و معتقدات و أخلاق الشعوب المستعمرة. لقد أدرك الاستعمار جيدا بأنه مالم يمسخ ثقافة الشعب الذي يريد استعماره، و ما لم يزلزل أسس وحدته، و ما لم يقض علي عقيدته و أخلاقه، فلن [ صفحه 12] يتمكن من الاستمرار في فرض سيطرته. و مما لا شك فيه ان الثقافة الاسلامية هي من أكثر الثقافات انسانية و ثورية، [1] ، لكونها ثقافة نابعة من العقيدة الاسلامية. فالعقيدة الاسلامية و منذ ظهورها في مكة قبل 1400 عام و الي اليوم تعتبر أقوي حائل بوجه الاستبداد و الاستعمار. و لقد بذل المسلمون جهودا من أجل اقامة مجتمع اسلامي يقوم علي أسس الايمان و العدالة و الحرية و الكمال، و كانوا من ألدا أعداء الاستعمار، حيث نري ان أعظم مقاومة حصلت للاستعمار العالمي الحديث الذي تعدي حدود أوربا الي الدول الأفريقية و الآسيوية و الأمريكية صدرت عن المسلمين. و اذا ما استثنينا دور العقيدة الاسلامية الثورية فان هذه المقاومة تعود الي القيادة الحكيمة لعلماء الدين المسلمين و الأفراد الرساليين الذين استطاعوا بث روح الايمان و الخلاص في قلوب الجماهير و تعبئتهم للوقوف بوجه الاستعمار. في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كانت الدولتان العظميان في العالم الاسلامي، أي الامبراطورية العثمانية، و الدولة القاجارية في ايران قد وصلتا الي أقصي مراحل الضعف، و كانت بريطانيا و روسيا تقفان لهما بالمرصاد و تتنافسان فيما بينهما، فبريطانيا كانت تطمح في احتلال أراضي المسلمين في الشرق الأوسط و منها ايران التي تعتبر موقعا خطيرا بالنسبة لها و ذلك من أجل الحافظ علي نفوذها في الهند، بينما كانت روسيا تعسي للوصول الي المياه الدافئة، الا ان الثقافة الاسلامية العتيدة، و علماء الدين المجاهدين، كانا عاملين يحولان دون تنفيذ مآربها، فعمدتا (بريطانيا و روسيا) الي اتباع خطط استعمارية قديمة تتلخص في ايجاد فرق و مذاهب كاذبة و هدامة من أجل حرف أفكار المسلمين، و زلزلة عقيدتهم، و عندما تبرز هذه الفرق المصطنعة التي غالبا ما تكون و مناوئة للمذهب العام السائد في المجتمع، [ صفحه 13] فانها تبدأ بالتلاعب بمقدسات و مشاعر الناس العقائدية و تتحامل عليها، و لا يتوقف الأمر بالتحامل علي المقدسات و افتعال الفوضي في المجتمع، بل يتعداه الي تحطيم اسس العقيدة الموحدة للمجتمع و ذلك بانضمام مجموعة انتهازية من الأفراد الذين يحاولون الحصول علي الجاه و لقمة العيش الي هذه الفرق الجديدة، و هذا ما يريده و يناله الاستعمار بعينه. و لهذا فقد سعي الاستعمار للاستفادة من هذه الوسيلة من أجل محاربة العقيدة الاسلامية، و القضاء علي وحدة الكلمة بين المسلمين، و سلب القيادة من علماء الدين، و عمل علي تشجيع هذه الفرق الجديدة المناهضة للاسلام. و كانت البهائية احدي الفرق التي اختلقها الاستعمار و استخدمها لمحاربة الوحدة الاسلامية. و لما كانت هذه الفرقة قد نشأت في ايران، لذلك لايمكن التعرف علي ماهيتها الا من خلال مطالعة تاريخ ايران. و نظرا لمعرفة الفرد الايراني بتاريخة و ثقافته، فبا مكانه معرفة هذه الظاهرة الاستعمارية أفضل من غيره، و كما يقال فان: (أهل البيت أدري بما في البيت). و الذي يدعو للقلق ان الاستعمار أقدم في الآونة الأخيرة علي لعبة شيطانية جديدة تتمثل بالدعاية و التبليغ لصالح هذه الفرقة في الأصقاع البعيدة. اذ أنه يحاول من خلال استغلال عدم معرفة الناس بماهية هذه الفرقة أن يضفي عليها طابعا تحرريا، و ذلك كسلاح يمكنه من مواصلة خططه الماكرة في شتي أنحاء العالم. و طبيعي ان كون الفرقة البهائية الضالة، فرقة استعمارية تعمل من أجل مصالح الاستعمار، هي مسألة معروفة لدي أبناء الشعب الايراني، الا أن المسالة بحاجة الي اثبات و استدلال للذين يتواجدون بعيدا عن ايران و لم يتسن لهم الاطلاع علي حقائق الأمر و لذلك فاننا نحاول من خلال هذه الدراسة البسيطة أن نوضح ماهية هده الفرقة الاستعمارية. [ صفحه 14] تاريخ البهائية
في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، و الموافق لمنتصف القرن التاسع عشر الميلادي، ادعي أحد الأشخاص و هو علي محمد الشيرازي، المهدوية، مستفيدا من التعاليم المبهمة و المتشابهة للصوفية و الشيخية [2] و أسس فرقة أصبحت فيما بعد نواة للبهائية. و بما أنه كان يدعي في البداية بأنه الباب و الواسطة للامام المهدي (عج) لذلك سميت فرقته ب (البابية). و كان علي محمد علي الناحية العلمية غير ملم بالعلوم الا النزر اليسير من العلوم الابتدائية التي كانت سائدة آنذاك و المتمثلة ببعض المعارف الفارسية و العربية. [3] . اضافة الي أنه كان شخصا معروفا بالخرافات و الأساطير، و لم يكن متزنا من الناحية النفسية، و كان يقوم بممارسة السحر و قراءة الكف و الرموز الكاذبة و تسخير الجن و الأفلاك من أماكن بعيدة، فعلي سبيل المثال صعد في أحد الأيام أحد سطوح مدينة بوشهر المعروفة بمناخها الحار من أجل تسخير الشمس، و استمر لساعات طويلة في أداء حركات غريبة و قراءة الكلمات السحرية. [4] . و انشغل لمدة معينة في كتابة الأدعية، و الاحراز الموهومة للأفراد البسطاء في هذه المدينة، [5] كما كان يزعم في البداية بأنه نائب الامام مهدي [6] (عج)، و بعدها ادعي بأنه هو الامام المهدي [7] ، و من ثم ادعي النبوة و الاتيان بدين جديد [8] كما كان يدعي - أحيانا - في كتاباته المتناقضة و الخاطئة، بالوهيته. [9] . و نظرا لضعف عقيدته، فقد أعلن توبته، و ادعي البراءة من عقيدته أمام الناس في أحد مساجد شيراز و ذلك بعد مجلس بحث و نقاش بينه و بين الحاضرين الذين أوثقوا رجليه لضربه. [10] . [ صفحه 15] و قد تكررت هذه الحالة في مدينة تبريز، و في هذه المرة أرسل رسالة الي شاه ايران آنذاك يعلن فيها توبته [11] ، الا ان علماء تبريز رفضوا توبته، و حكموا باعدامه، ثم تنازلوا عن الحكم لاعتقادهم باحتمال جنونه [12] غير ان الاضطرابات التي افتعلها البابيون كانت سببا في اعدامه من قبل اميركبير (رئيس الوزراء آنذاك) الذي كان يعتقد بأن اضطرابات البابية لا تخمد مادام زعيمهم الباب حيا. و لابد لنا هنا أن نشير الي حماية الدول الاستعمارية (للباب) و أتباعه، و خاصة حماية حاكم اصفهان المدعو منوچهر خان گرجي، هذا السفاح الصليبي و الروسي الأصل لهولاء [13] فالدول الاستعمارية التي كانت تري في الباب و أتباعه [14] أداة لتنفيذ مآربها، عظم عليها أن تري هذه الأمر [15] فتدخلت عن طريق سفاراتها للحيلولة دون اعدام (الباب) الا ان الميرزا تقي خان الملقب (أميركبير) أحبط مساعيهم و أعدم الباب. [16] و لابد لنا هنا ايضا أن نتطرق الي دور هذه السفارات في الاضطرابات التي افتعلتها الفرقة البابية في أنحاء مختلفة من ايران مثل؛ قزوين، و مازندران، و يزد، و تبريز و زنجان لاطلاق سراح الباب و التي أرتق فيها الكثير من الدماء [17] . لقد كانت سفارات الدول الاستعمارية التي كانت تسعي لتنفيد مآرب دولها مرتاحة الي هذه الاضطرابات، فقد كتب السفير البريطاني تقريرا الي حكومته جاء فيه: [ان عقائد هذا الواعظ (علي محمد الشيرازي) التي تخلو من شي ء جديد ستذهب هباء اذا ما تركت و شأنها. و اذا ما اريد الحافظ علي هذه العقائد، فان الحالة تستدعي استخدام التعذيب و العقوبات ضد من يعترض طريقها] [18] . و لهذا نري ان الاضطرابات التي افتعلتها هذه الفرقة كانت سببا في استمرار [ صفحه 16] حياتها و انتشارها بين العناصر الانتهازية و البسيطة. و بعد اعدام علي محمد الشيرازي، خلفه «ميرزا يحيي نوري» المعروف: ب (صبح أزل) الذي كان قد حصل علي نسخة خطية من علي محمد الشيرازي بتولي زعامة البابية من بعده. و لم يكن للبابيين نشاط لمدة سنتين - أي الفترة التي تلت اعدام الشيرازي - اذ كانت نشاطاتهم سرية، و قد افتعلوا بعض الحوادث التي أعدم بسببها عدد من الأفراد بتهمة تدبير مؤامرة لاغتيال شاه ايران آنذاك، و بعض أعضاء الحكومة. و بعد هذه الحادثة ازداد ضغط الحكومة القاجارية علي اتباع الطائفة البابية، حيث قتلت الكثير منهم، و قد اضطر «ميرزا يحيي نوري» للهروب متنكرا بملابس الدراويش و لجأ ميرزا حسين علي أخو «ميرزا يحيي» الي السفارة الروسية في طهران، و نظرا لاصرار الحكومة آنذاك علي استرداده، و ارسال الصدر الأعظم كتابا رسميا يطلب فيه تسليم ميرزا حسين علي، فقد وافق السفير الروسي علي تسليمه شريطة الحفاظ علي حياته، فأودع السجن نتيجة للضغوط التي وجهها السفير الروسي، و انذاره الحكومة من أجل اطلاق سراحه [19] . و لما كان الشعب الايراني المسلم يعي حقيقة العلاقات القائمة بين الحكومة الروسية و الفرقة البابية، و عدم وجود أرضية مناسبة للبابية في ايران، فقد ابعد «ميرزا حسين علي» و بمساعدة السفير الروسي الي بغداد، فوصل سالما اليها برفقة ممثل عن الحكومة الايرانية و آخر عن الحكومة الروسية. [20] . لقد سمحت الحكومة الروسية للفرقة البابية ببناء معبد لها في مدينة عشق آباد للوقوف بوجه الحركة الاسلامية، كما ساعدتها في طبع و نشر آثارها، و ما الي ذلك من المساعدات الأخري [21] . و نتيجه لحماية الروس لأعضاء، هذه الفرقة، فقد أرسل ميرزا حسين علي [ صفحه 17] رسالة ثناء و دعاء للامبراطور الروسي يذكر فيها خدماته لأسياده الروس و يشكرهم علي حمايتهم للبابية [22] . و بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة الروسية و المساعدات التي قدمها و الي بغداد، فقد أصبح البابيون من أتباع الدولة العثمانية، ثم بدأ الصراع و الاقتتال بين زعماء هذه الفئة للسيطرة علي زمام امور الفئة، فكل من كان عنده رسالة خطية أو مزورة من الباب كان يدعي بأنه خليفته. هذا من جهة، و من جهة أخري فان فتن البابيين و فسادهم و عمليات السرقة و السطو [23] التي كانو يقومون بها أدت بالمسلمين في العراق بقيادة علماء الدين للوقوف بوجه هذه الفئة، فحدثت مشاحنات دموية بين الطرفين. و بالنظر لشكوي الناس الي الحكومة الايرانية، و تقديم الحكومة الايرانية مقترحات للدولة العثمانية بهذا الصدد [24] ، ابعد البابيون من بغداد الي الاستانة في بادي الأمر، و من ثم ابعدوا الي أدرنة. و في أدرنة ادعي «ميرزا حسين علي» - بعد تزو يره مجموعة من الوثائق - بأنه ممثل الباب، و أصبح يعادي أخاه «ميرزا يحيي» فحدثت مشاجرات و اضطرابات بين مؤيدي ميرزا حسين علي و مؤيدي ميرزا يحيي، و هذه المنازعات و العلاقات المشكوكة بين البابية و السفارات الأجنبية للدول المعادية للدولة العثمانية أدت بالدولة العثمانية الي ان تحاكمهم، و تبعد أنصار ميرزا يحيي الي قبرص، و أنصار ميرزا حسين علي الي «عكا» في فلسطين. [25] . و بعد ان تخلت الدول الاستعمارية عن حمايتها لميرزا يحيي، تفرق أنصاره شيئا فشيئا. اما ميرزا حسين علي، فقد لقب نفسه ب (بهاء الله) و ادعي بأن الباب (علي محمد الشيرازي) كان الممهد لمجيئه. فادعي النبوة [26] و من ثم الالوهية [27] و سيطر علي أتباع البابية و أسس الفرقة البهائية. و بسبب الظروف الحساسة التي [ صفحه 18] كانت تمربها المنطقة، فقد أخفي دعوته، و كان يدعي بأنه مسلم [28] و قد استطاع خلال العشرين سنة التي قضاها في «عكا» ان يوسع نفوذه بين البابية. و ضروري أن نعرف ان الحكومة القيصرية الروسية كانت تقف و بقوة الي جانبه، و كان يتسلم مرتبا شهريا منها [29] . و نظرا لمراقبة الدولة العثمانية الشديدة لهذا الفرقة و مضايقتها لها، قررت هذه الفرقة العودة الي ايران، فكتب ميرزا حسين علي رسالة تضرع فيها الي شاه ايران آنذاك ليسمح للبهائيين بالعودة الي ايران، [30] الا ان عدم اكتراث الحكومة بالرسالة دفع ميرزا حسين علي أن يكتب رسالة تملق و تأييد الي الحكومة العثمانية. و في هذه الفترة توفي ميرزا حسين علي، فخلفه ابنه عباس الذي عرف باسم «عباس أفندي» و الذي لقب نفسه «عبدالبهاء» و قد اتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه والده فكان يظهره الاسلام، [31] و يعلن - علي الظاهر - تأييده للحكومة العثمانية بصورة مستمرة [32] . و بعد ثورة اكتوبر و تسلم البلاشفة زمان الأمور في روسيا، قطعت الحكومة الجديدة مساعداتها عن الفرقة البهائية لأنها كانت تتعاون مع الحكومة القيصرية، فقبل سقوط حكومة القياصرة كان حجم المساعدات الروسية للفرقة البهائية قد انخفض بشكل حاد نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تمر بها الدولة، فاتجه عبدالبهاء الي الانجليز، و مد يد التعاون لهم، و أخذت الفرقة البهائية تتجسس لصالح بريطانيا ضد مصالح الدولة العثمانية [33] و قد كان للبهائيين الفضل العظيم علي بريطانيا في الحرب العالمية الأولي بتمهيدهم دخول الجيش الانجليزي الي فلسطين و تقديم الأسرار له. و بعد أن أدركت الدولة العثمانية دور عباس افندي في التجسس لصالح بريطانيا أو عزت الي «جمال باشا» قائد القوات العثمانية باعدام عباس افندي [34] . [ صفحه 19] غير أن المخابرات البريطانية (انتلجنت سرفيس) أحست بذلك فقامت بدعمه، و أرسل بلفور وزير خارجية بريطانيا برقية الي الجنرال (اللنبي) قائد القوات الانجليزية في فلسطين يطلب منه الحفاظ علي سلامة عباس أفندي و أفراد الفرقة البهائية و يضعهم تحت حمايته [35] . و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي، منحت الحكومة البريطانية نوط الشجاعة المسمي «دنايت هود» الي عباس أفندي و ذلك في حفلة رسمية، كما منحته لقب «سير» [36] و قد أصدر عبدالبهاء بدوره لوحا يبجل فيه الملك البريطاني. [37] . و بعد موت عبدالبهاء، أرسلت السفارات و القنصليات البريطانية في الشرق الأوسط برقيات و رسائل تعزية و تضامن لزعماء البهائية. كما أمر (و نستون تشرشل) وزير المستعمرات آنذاك، الجنرال (اللنبي) أن يعرب نيابة عن الحكومة البريطانية و (سردونالد هربرت) المندوب السياسي للحكومة البريطانية في الشرق الأوسط و جمع كثير من المسوؤلين الانجليز في تشييع جنازة عبدالبهاء. [38] . و مما تجدر الاشارة اليه ان (سرهربرت صموئيل) كان أحد مؤسسي دولة اسرائيل. و طبقا لوصية عباس أفندي «عبدالبهاء» أصبح حفيده شوقي أفندي المصاب باشذوذ الجنسي [39] رئيسا لهذه الفرقة التي تبدلت الي جهاز خطر يخدم السياسة الاستعمارية البريطانية [40] ، اذقام هذا الشخص الذي كان قد درس في بريطانيا [41] - و بالتعاون مع بريطانيا - بتأسيس المحافل البهائية في ويلز واسكوتلندا و ايرلندا الشمالية و الجنوبية و كافة أنحاء بريطانيا. كما قام و بالتعاون مع المخابرات البريطانية بفتح محفل للبهائية الأفارقة في (كمبالا) ابان حقبة الاستعمار البريطاني لأوغندة [42] ، كما قام أيضا بتأسيس محافل في امريكا و مختلف أرجاء العالم. [ صفحه 20] و في الحقيقة ان هذا الشخص قد قام بدعم الشبكات الماسونية المتعددة تحت غطاء البهائية التي كانت و لا تزال تستخد مها المخابرات البريطانية، و الامريكية (C.I.A) في تنفيذ جانب من مآربها. و لما لم يكن هناك ابن يخلف شوقي أفندي، فقد عين هذا الشخص تسعة أفراد يمثلون المجلس العالمي للبهائية، كما قام قبل موته بتشكيل نواة (بيت العدل الأعظم) أو ما يسمي بدائرة شؤون البهائية في العالم [43] . و نظرا الي أن شوقي أفندي كان قد أوصي بأن يترأس (تشارلزميسن ريمي) دائرة بيت العدل، فقد انتخب هذا الشخص - الذي يحتمل انه كان عضوا في وكالة المخابرات المركزية الامريكية - رئيسا للدائرة المذكورة، الأمر اللذي أثار خلافا حادا بين الكثير من أعضاء البهائية، و خاصة أنصار بريطانيا. ان حب السيطرة، و وجود تكتلات مختلفة تميل لأقطاب استعمارية متعددة أديا الي ظهور أجنحة و تكتلات متعددة في هذه الفرقة. [44] . اننا نفتقر الي مستندات حول الوقائع التي جرت بعد (ميسن ريمي) و ذلك نظرا الي الكتمان و السرية الشديدة التي تتبعها هذه الفرقة، كما ان هذا المقدار من التوضيح الذي قدمناه حول نشوء البهائية و انتشارها يكفي لبيان لغرض.

هذا الكتاب ...:
علاقة البهائية بالقوي الاستعمارية؛ علاقة البهائية بروسيا القيصرية؛ علاقة البهائية ببريطانيا؛ علاقة البهائية بالصهيونية؛ علاقة البهائية بالنظام الشاهنشاهي المقبور؛ علاقة البهائية بأمريكا؛ ملاحظات أخري حول البهائية؛ تحريف و مسخ العقائد؛ محاربة الأخلاق و اشاعة الفساد؛ محاربة تواجد الشعب في الساحة السياسية؛ پاورقي
Type
دیجیتالی
Type of content
Total Volume
1
Digital number
7024
Cost View
رایگان
Year of publication
Book Version
2